الطيور الزرقاء

كان اسمها {زينه} مليحة اليدين والوجه والقدمين .. لكنها حزينة . تلبس مثلما يلبسون . ثيابهم سوداء .. لحظتها اتفق العالم المتحضر على أن السواد هو لو الحزن العميق وهو نفسه لون السهرة الصاخبة .. تناقض مريع .. كان اسمها زينه يحبها الجميع لأن عينيها سوداوان ووجهها مضيء .....

السؤال الثالث

– أنا ما أعتمد إلا على نفسي . ألسنة .. شفاه .. عيون . – هذا الزمان أما الأن فالناس بالناس والكل بالله – . لكن هذا إمتحان حرام الواحدة تنجح بمجهود الثانية . لكن الرسوب ..غرزت القلم في الخشب الماصة السنة تكاد تنكسر .. الهدوء يشمل القاعة .. ينساب فوق...

قصص قصيرة جداً

-1- بجانبه التصقت .. وكانت الريح تصفق بالنافذة فازدادت اقتراباً . النار أمامه بدأت مسيرتها إلى النهاية .. يدها في عمى القطط الصغيرة تبحث عن يده .. وجدتها . احتوتها. بيدها ضغطتها .. جعلت أصابعها تتخلل أصابعه مرات .. ومرات .. عيناها ترحل باحثة عن عينيه. شبه مستلق...

الجدران الترابية

يدخل القاعة .. التراب يعلو اللوحات .. تلك فازت بمجموعة كبيرة من الجوائز .. وتلك فازت في .. وفي .. ابتسم بنفس المسافة .. مسيرة البكاء تتجه نحو حلقه .. الدموع تتجمع .. أسنانه السفلى تعض الشفة العليا .. يبتلع الألم ، الحسرة ، الهزيمة ..وممن ؟ من قريته ! . الجدران...

لا يتفقون أبداً

تراجع ألف خطوة .. أصبح خارج منطقة الضوء .. تلك اللحظة استطاع بحركة عكسية أن يرى الأشياء .. يتفحصها .. دون أن يسقط عليه الضوء ويتعرى تراجع ألف خطوة .. الظلام يحيط بكل شيء .. كثيف .. دغل من هالات سوداء تتماوج .. التقط أنفاسه وبدأ يمارس حريته المعكوسة .. يتمدد على الأرض...
الخبز والصمت

الخبز والصمت

ومر ليل آخر وهو يفكر ملياً فيما قاله له والده بالأمس بعد تلك المقدمة الطويلة عن الموت والحياة .. وصل فيها إلى النهاية .. إلى ما كان يجب أن يقوله في لحظة من الزمان .. {يجب أن تتزوج ..} . ابتسم في داخله استهزاء وسخرية .. حرص في الوقت نفسه أن يكون وجهه مرآة مختلفة عما...

المرآة المشروخة

اكتشف – لأول مرة – بأنه يتمتع بدرجة لا بأس بها من القبح .. الزمان .. المكان.. الكيفية .. تتابعت في مخيلتها . ظهر ذلك اليوم – الاثنين- السوق في قريته الصغيرة مليئة بالناس .. الشمس تطأ الرؤوس التي تحاول اتقاء لهيبها – بالغتر بلونيها الأحمر والأبيض – بالمناديل الصغراء...

الجسر

–    لم يبق سوى زجاجة الفانوس الكبير .. ثم أملأ الشيث بالكاز . سعلت بشدة حتى ظهرت عروق صغيرة زرقاء فوق جبينها الصغير الأسمر .. عطست .. مسحت بظاهر كفها أنفها البارد .. والذي تشبهه أمها بأنه مثل أنف بقرتهم لا يجف أبداً .. غداً يوم السوق سوف يأتي ((الفركس)) والحماط...

الجنادب

جاء .. تجمعوا .. الوجوه يعلوها الألم .. الفرح .. النقمة . يتشكل رد الفعل بقدرته على تغيير نبرة صوته المعبرة .. من حزن حاد يشعر سامعه بأنه صادق في ما يرويه .. إلى فرحة ملونة تجعل دماء الحياة تصب في الوجوه المشدودة إليه .. ذكياً يعرف نقاط التشويق في حديثه .. يلوذ بالصمت...

يحكى أن . !

ظلام حالك .. أمواج البحر زبد وغيوم ولألئ ورمال صفراء تحفر قبراً فوق الشاطئ .. صياد يغمض عينا .. التبغ حلقات من أحلام مدحورة ضاقت في الصدر خرجت دخاناً وهباء .. بيد معروقة يجمع صيداً يخذله .. ويعود لستة أفواه مبقورة .. القرية مزروعة بالناس والأكواخ والبهائم وطائر مهاجر...