يحكى أن . !

28 أكتوبر، 2011 | الخبز والصمت | 0 تعليقات

ظلام حالك .. أمواج البحر زبد وغيوم ولألئ ورمال صفراء تحفر قبراً فوق الشاطئ .. صياد يغمض عينا .. التبغ حلقات من أحلام مدحورة ضاقت في الصدر خرجت دخاناً وهباء .. بيد معروقة يجمع صيداً يخذله .. ويعود لستة أفواه مبقورة .. القرية مزروعة بالناس والأكواخ والبهائم وطائر مهاجر .. وفي الأسواق عينان متعبتان .. خائفتان تبيع نبة خضراء دونما ضجيج وتحت الشمس سمك ردئ .. ممنهكة.. تنهض في تباطؤ .. تشق في حرارة طريقها اليومي نسمة جريئة تمر دون ضجة .. تقبل الأشجار .. تلمس وجه طفلة صغيرة تعين أمها وتبحثان عن مترف جيد يبتاع منهما الفل والكادي وابتسامة مغصوبة . الأرض .. يا مساحة السراب .. الأفق جسر فضي اللون تعبره قافلة بطول حلم جائع يرقب السماء .. جمل خلف جمل .. يضحك المجنون .. يصفق . يغيب ساعة .. ساعتين يعود صامتاً وعينه حبلى بالصمت والألم .. تلد دمعة .. دمعتين .. وجهه يقول ..عينه تقول .. يقول .. يا سادتي أتسمعون قصتي لست معتوها ًمثلما تحسبون. أنظروا إلي .. أصغوا إلي .. للحظتين دعوني أحس مرة يتيمه بأنني مثلكم عاقل . جمل وراء جمل تقاطرت .. تدور معصرة .. والجمل معصوب العينين والقرية محلية نامت فوق الشاطئ .. رفض القمر الساري أن يوقظها وعيون الناس تحت قبعات من ضنى وخوص تتقي الشموس . يحكى أنهم اجتمعوا مرة نادرة { حكمة الحياة تجمعنا المصائب .. مسافر آب من رحلة طويلة عاد يقود ناقة عجيبة .. ناقة بسنامين اندهش الأطفال والنساء والرجال .. تحلقوا .. تجهموا .. معلبة في قريتي العواطف والأحاديث والغناء والسوالف}. قال لهم بعد غيبة طويلة .. ناقة قوية وجلدها العافية تدير المعصرة لكن بلا عصابة.. وشرطي الوحيد أن من يمتلكونها لابد قادمون .. يعرفون طبعها .. أعرفكم تماماً .. جاهلون .. جاهلون . أربعون سنة . خمسون . ستون . بصوت واحد تجيب : ولم الشروط أيها الأخ المسافر .. يا حيادنا القديم . الفارق سنام واحد . يا مبهور بالزرقة في العينين. من جوف مملوء طيناً وحجارة : هناك شرط ثان وثالث ورابع .. سأجلب الجمال. وما يخصها تديرها معاصر الرخاء .. نبيع .. نمنحكم من ريعها لكثير .. وتشبعون.. وتنعمون .. وربما يأتي لكم حظ ذو ألوان سبعة وبعدها تسافرون لبلدة سماؤها زرقاء .. وأرضها خضراء .. وماؤها وفير . المجنون .. الصوت ينهمر مجرحاً يقول : وأرضنا .. جمالنا الحبيبة .. رجالنا .. نبيعها؟ نبيع خيرها ؟ لمن . لن نستبدل الجمال ولن تموت في عيوننا نضارة الحياة وأنت لم تعد تعرفنا . نسيت صبرنا .. جبالنا .. صحراءنا .. شطآننا .. وجئت في النهاية تبيعنا. الصوت الذي تغرب يعود : يا مجنوننا العزيز .. يا أخوانه .. الحب لم يعد ذلك الالتصاق بالأرض والجمال والمعاصر .. الحب صار  كيف تصطاد في سماء غريبة طائرين ؟ يحملانك لتكشف أن الأرض لا تزال تدور .. وأنت تدور معصوب العينين كالجمل .. وليس لك حتى سنام واحد. المسافر يقود ناقته . تحلقوا .. المجنون صاد حوتاً .. الأرض تنبت الطعام .. الأكف تزرع العرق .. والجمال والرجال تدور من أجل حزمة من نور .. لكن هذه المرة بلا عصابة.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *