بلاغ كاذب

دقت الساعة المتعبة الواحدة بعد منتصف الليل .. مد يده المثقلة بالنعاس .. سقطت أصابعه على غطاء صوفي .. عمر به جسده المتكوم تحت غطاء آخر .. رفرف طائر النزم .. إنسل من بين جفنيه .. خرج من النافذة .. مكث يرقبه حتى .. توارى في رحم اليل .. أيضيء النور ؟ يقرأ .. كذب كلها...

لا شيء

صوت المكيف .. دقات الساعة المتتابعة ، صوت عربة مارقة .. والصمت ينداح .. كتاب قديم ملقى فوق بلاطة مربعة .. مربع .. مثلث .. دائرة .. سداسي .. كل شيء في هذا الوجود محدد مغلق .. حتى حياتك . الكتاب لا غلاف له .. أصابعي المعروقة تمتد إليه .. يدي ترتد إلى فمي .. بلساني أبلل...

هو .. وابنته .. والكلب

فوق شجرة اللوز .. حط عصفور صغير .. تحت شجر اللوز .. نبح كلب جائع .. نظر إلى العصفور . تحول نباحه إلى صوت متهالك .. نكس برأسه .. سار مسافة انتشر قليل من الأمن في قلب العصفور .. هبط من غصن إلى آخر .. عاد الكلب نباحه . على مقربة من شجرة اللوز ..تقف (سعدى) .. فوق ظهرها...

تسقط الأوراق في كل الفصول

كان ينظر في خوف . عيناه . تحوطهما هالة سوداء ، الشعر ينبت فوق وجهه . يزيد من كآبته بين آونة وأخرى .. يخرج لساناً تحول إلى لون باهت ليمرره فوق شفته السابسة . يمسح أنفه .. يعدل من وضع ملابسه بحركة مرتبكة ، انفعالية .. لم يلبث أن أصدر تنهيدة فتحت صدره ثم ابتلع لعابة...

حدثنا رجب عن زهبة

حدثنا رجب عن معجب عن زهبة عن أمها أنه كان في قريتهم المشرفة على غيدر تتجمع فيه مياه الأمطار رجل يبيع الحكمة ولا يأخذ شيئاً .. كان الرجل أبيض الرأس يرتدي لباساً خفيفاً يكاد يبين من خلاله معظم جسده الناحل .. لم يشرب في حياته الطويلة إلا اللبن والعسل .. يرقب الشمس...
عين الذئب

عين الذئب

مثل الكثيرين من أحداث هذا الزمن البصير .. حدث دون اللوجء إلى حسابات البعد الزماني وقياس مسافة المكان إن رأيته .. صحت بإنفعال طفولي ((سالم)) واتجهت إليه راكضاً . كا يجلس قبالتي . لم ألحظه إلا مؤخراً فالمقهى عالم يموج (بالغتر البيضاء والغتر الحمراء) وهذا دليل قاطع على...

الجرح

أعرف أنك أيها ((الجرح)) نقي وموجع .. أعرف أنك أيها ((الجرح)) عميق ومتداخل .. أعرف أنك أيها ((الجرح)) حكاية تروى وتاريخ يحكى .. يسمعك الصغار.. فيكشفون عن أجسادهم الصغيرة يبحثون عنك .. لن يجدوا شيئاً لكن أجسادهم التقطتك. أرأيت لقاح الثمار كيف تحمله الريح .. كنت محمولاً...

الحكاية .. تبدأ هكذا

الريح تجوس خلال الرمل .. خلال الأشجار والشجر معرى من أوراقه .. الريح.. الريخ تخر الوجوه وجها ً.. وجهاً . تبتعد الشمس .. تختبي وراء غيمة والغيمة تهرب .. ترفع أطرافها .. تهرب . تجمع ما تبقى بها من قطرات تسقطها فوق البحر . تنفلت من أسار الغيمة الهاربة من هجير الصحراء...

مرثية فرس اعتذرت عن السباق

لم يكن من المعتاد دخولنا في صفوف منتظمة .. صامتة .. إلا من بعض نظرات الابتسام المتبادل أو تلك اللفتات كاعتذار مهنذب أو قليل من تلك الانحناءات المسرحية غير المتقنة .. مثبتة في حنايا كل واحد منا الشعور بشخصيته المتمدنة. ولم يكن من المعتاد أن نملك ذلك الصبر الجليدي .....

دامسة

– الله ياخذ عقلك .. حين نظر إليها ضاحكاً .. بادلته بنظرة .. ارتسم فيها كم من المعاني لم يعرف لحظتها كيف يفرز تلك المعاني ، إلا أنه أحس بدقات قلبه تتسارع .. نفسه يضيق .. ابتلع ريقه .. أحس بضعف يتسلل إلى ساقيه فلا تستطيعان حمل ذلك الجسد النحيل الطويل . همست بصوت...