مقدمة لابد منها توضيحاً وتصريحاً لالبس فيه و لاغموض وهي كما يلي: العنوان الخاص بهذه المقالة ليس خطأ رغم أن حروف “المندي” و”المدني” واحدة لكن بعض الحقائق تتفوق على خيال الكاتب بل تشعره في كثير من الأوقات بأنه “يا حليله” الواقع يرغمنا على أن نقترف إثم الضحك المأساوي.والحقيقة أن جهاز الدفاع المدني وهو من أهم الأجهزة التي أسست للدفاع
عن الناس والمحافظة على ممتلكاتهم، والقدرة الفائقة على الانقاذ والإسعاف و الاطفاء والانتشال .. الخ المهام المنوطة بها في الورق والأنظمة “المرعية” صدقوني لا أعرف ما معنى “المرعية” وهل يقصد بها التابعة لشخص اسمه “مرعي”.. ما علينا وأذكر فيما اذكره أنه عندما افتتحت أول إدارة للدفاع المدني بأبها منذ زمن وكان يطلق عليها “المطافي” وكانت أبها في ذلك الحين بلدة وادعة لا تحمل أخطار المدن الحديثة من الالتماس الكهربائي ومعظم منازلها من الحجارة وهندسة جدرانها التي تحمي المنازل من الانهيار او السقوط المفاجئ وظلت “المطافي” يوم كانت باللون الاحمر مثل المطافي في كل بلدان العالم لكن خصوصيتنا تطاردنا في كل شيءالمطافي نادرا ما تقوم بعملها لأنه ولله الحمد آنذاك لم يحدث ما يعكر الصفو فكانت صهاريج المياه يتم استبدال مياهها بين آونة لأخرى وقطعا فذلك لابد أن يكون لأسباب فنية.. وباعتبار أن أهل المنطقة يحبون الأشجار على مختلف أنواعها فقد بادر أحد الأفراد بأن زرع جزءا من محيط الإدارة بشجيرات الريحان طالما أن الماء يستبدل بين آونة وأخرى ولكي لا يذهب الماء هدرا فقد نمت شجيرات الريحان بتيجانها السوداء والبيضاء فكانت بهجة للناظرين وربما أن بعضهم كان يأخذ منها :مكعسا” ليزين بها رأس زوجته أو ابنته وهذه من عنديوربما تبادر إلى ذهنهم أن مال الحكومة لا يجب أن يكون هدرا فقد تمت الزراعة على اعتبار أنه بالإمكان تسويق الريحان في سوق الثلاثاء ويعود ريعه إلى صندوق الدولة وهي عين الحكمة ومنتهى الشفافية!! وهذه من عندي أيضا للمداعبة واستدراج البسمة في هذا الزمن الكئيبقلنا ذلك بروح الدعابة لكن بعد هذا العمر الطويل سمعت معلومة مدهشة وعجيبة وهي أن إحدى هذه الإدارات طلبت من صاحب الأرض أو مقر الدفاع المدني أن يبني غرفة للحطب لكي لا يغرق من الأمطار وقلت في خاطري ربما انهم يشعلون هذه الأعواد من وقت لآخر بغرض التدريب والتمرين على إطفاء الحرائق، أو استعمال الفؤوس التي تماثل الأبواب الخشبية أثناء الحريق وهذا لعمري عين المنطق وذكاء الإدارة، لكن أن يكون هذا العقد يتضمن فقرة تثير الدهشة والضحك والاستغراب فإن الحطب لابد له من استعمال منطقي إذ تبين أن من شروط استئجار هذا المكان بعينه إيجاد حفرتين لبراميل المندي وهنا اتضحت الحقيقة الناصعة لوجود غرفة الحطب وقد علق احدهم أن هذا طبيعي ومنطقي ولا يبعث على الدهشة فلابد للجنود والضباط أن تكون أجسامهم تتحمل قساوة العمل ومخاطره ولأن خراطيم المياه المندفعة لابد لها من سواعد وتزداد بحسب الرتبةليس ما أوردته مزاحاً أو عبثاً لكنه حدث وربما يحدث لأن الدفاع المدني رغم ما قدم له من ميزانيات هائلة لابد وأن يكون على مستوى من التقنية والحرفية التي نراها في بلاد العالم وأن يقوم بمسؤوليته حتى في أنظمة بناء المنازل .. والقصص كثيرة ومتى ما تحسن أداؤهم فسوف يتغير المسمى إلى إدارة الدفاع المدني… وسلامتكم

0 تعليق