شربت !!!

23 يوليو، 2011 | لذاكرة الوطن | 0 تعليقات

 شكت البنت الخليجية لأبيها معاكسة شباب الحي لها حين تذهب وتجيء.. انتفض الوالد العزيز وتطاير الشرر من عينيه وسألها وماذا قالوا لك؟ قالت وكأنها في أحد المسلسلات الخليجية المملوءة بأطنان المكياج والرموش التي تدعو إلى الضحك والاستهزاء رغم أن هذه المسلسلات الخليجية أصابتنا بالهم والكآبة – رمشت البنت الدلوعة وقالت: يقولون لي: يا شربت!! يا حليلها..

امتطى الأب الحنون وحامي العرين عربته وهدد شباب الحي بالويل والثبور وعظائم الأمور إن هم في المستقبل قالوا شيئاً عن ابنته الدلوعة.. رضخ الشباب..
وفي يوم من الأيام صادف أن مرَّ الأب الحامي وابنته في الحي فإذا بواحد من الشباب يقول: ماء.. وإذا بالثاني يقول: سكر.. وإذا بالثالث يقول: فيمتو.
فطن الأب للموضوع برمته وصاح بهم إذا رجاجيل اخلطوها.. انتهت هذه القصة أو النكتة لتكشف لي أن الأب ليس إلا صورة من صور السلطة الاجتماعية التي تدعي في الكثير من الأحيان أنها مع التغير وأنها مع الشفافية وأنها تنادي بالرأي والرأي الآخر ولكنها الحقيقة لا تقبل الفكرة كاملة وأيضاً لا تقبلها في زمنها الحاضر إذ لابد لها من زمن تتبنى فيه الفكرة لتشعر المواطنين أنها هي صاحبة الفكرة وهي التي أطلقتها..
ربما تقبلها مجزأة مثل ما قبل الأب الخليجي المغوار مكونات (الشربت) ولكنه لم يقبل (الشربت)..
هي علة العقل العربي الذي لن نجد لها دواءً ناجعاً هذا العقل الذي تأسس على فكرة الفوز والهزيمة الربح والخسارة وهي المقياس الذي يقبل به كل فكر جديد أو رؤية جديدة..
لو عدنا قليلاً إلى صحفنا والذي كفانا (الانترنت) عذاب العودة إلى الأرشيف فبكبسة زر ينفتح العالم بين يديك لوجدنا الكثير من الأمور التي وعدنا بها مجزأة بل وتأخذ مسميات خاصة خوفاً من أن توصم بالتقدمية أو الحداثية أو الليبرالية أو حتى المتجددة فبدلاً من أن نسمي أي تجمع باسمه الحقيقي (…..) تجدنا نذهب بعيداً لننبش عن معنى آخر ندعوه (غرفة) أو (جمعية) الخ.. الخ..
ألم أقل لكم اننا نقبل أجزاء الفكرة ولكننا لا نقبل الفكرة كاملة وذلك خوفاً من أن يقال إنك أخذت برأي الآخر وفكرته.. وهذا يمثل هزيمة واندحاراً ولعلنا ننظر إلى كل بلد عربي وإسلامي لنجد الأمثلة ترفع قاماتها مجداً وافتخاراً..
أم أنتم أيها القراء الأعزاء إذا كنتم صادقين اخلطوها.

 
 

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *