في وطننا هذا الذي نسكنه من البحر إلى البحر لا يخلو مجلس من مجالسنا إلا بالحديث عن الزحام المروري الذي يأخذ من أعمارنا دقائق ترفع الضغط وتجلب كافة الأمراض التي من الله علينا بنفر من أمثال (الهاشمي التخصصي) والذي يعالجها في لمحة بصر بل وعبر تقنية جديدة.
والحديث الثاني الذي يأخذ قسطاً وافراً من أحاديث الأصدقاء والأهل عما تفعله الهيئة، ويتم استعراض القصص التي لا تخطر على بال سواء بالكذب أو بالصدق أو بالإشاعة والأخيرة تمثل أمراً مطلوباً للتأثير، حيث مرت علينا السنون ونحن نخشى من أن نبتسم للرجل الملتحي خوفاً أن يكون منهم، مع أن أجدادنا كانوا يمثلون لنا إشعاعاً جميلاً بلحاهم وخصوصاً الكبار في السن لكن الجد كان يبتسم ويضحك ويرفع صوته بالنشيد والغناء، كان ذلك الجد يخرج من المسجد مكبراً مهللاً لكنك تجده في المناسبات يرقص الخطوة أو العرضة أو السامري.
كان وآمل أن نكون مجتمعاً صادقاً وواضحاً، مجتمعاً يقيل العثرة ويغفر الزلة، ويقبل التوبة (شكلي تهت عن الموضوع).
إلا أنني سوف أعود (والعود أحمد) ودي اتعرف على أحمد الذي دائماً مسافر؟!
أعود إلى موضوع الهيئة والمرور اللذين نحبهما باعتبار أنهما جزء من هذا الوطن، ونتعجب منهما مرة لعدم الاهتمام من قبل المرور لقطع الإشارة والمخالفة التي تقع أمام عينيه وهو يهز كتفيه ، وتتعجب من بعض قصص الهيئة التي تدخل (أسطرة) الروايات من حيث الاهتمام بك كمواطن من لبسك ومشيتك وسيرتك و.. و.. الخ ذلك الاهتمام الخانق.
إذاً فالمرور والهيئة طالما أنهما بهذه الدرجة من الأهمية في أحاديثنا صباح مساء، فإنني اقترح أن يتم ضمهما ليصبح الاسم الجديد (هيئة المرور بالمعروف).
أولاً لتستفيد الهيئة من هذه الكاميرات المرورية القادمة وبلاش (بعزقة) المال العام ، والأمر الآخر أن يتم الاستفادة من المركبات التابعة للهيئة لضمها لأسطول السيارات لنقل المخالفين من سياراتهم وبيوتهم دون عناء.
وأعتقد أن فكرة الضم للكثير من إداراتنا الحكومية فكرة صائبة، مع أن الضم في هذا الحر الشديد له عواقبه الوخيمة أطالبكم ونفسي بالابتسام ..
وسلامتكم.

0 تعليق