الطماطم وتغيير العالم!!

23 يوليو، 2011 | لذاكرة الوطن | 0 تعليقات

نشر في جريدة «الوطن» بتاريخ ١٦ ابريل ٢٠٠٨ انتقاد رئيس البرلمان السابق لدولة إيران السيد مهدي كروبي لتصريحات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بأن لديه مهمة عالمية لتغيير النهج العالمي في الحكومة العالمية. وقال الأفضل لنجاد الاهتمام بسعر «الطماطم» وحل معضلة السكن في بلاده بدلاً من الخوض في موضوعات تزيد الطين بلةإن فكرة التغيير إلى الأفضل

هي هدف شرعي للحاكم والمواطن لكن أن نهرب دائماً من مأزق التخطيط الصادق والموضوعي لمشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية إلى فكرة التنظير على الشعوب وخصوصاً الفقيرة منها والتي لا تملك مورداً يغطي متطلبات الناس وأحلامهم لمستقبل أفضل ضمن كرامة الفرد وحريته وحتى تلك الدول التي من الله عليها بالكثير من المداخيل لا بد وأن تكون في مأمن من التقلبات الاقتصادية التي أصبحت هاجساً لعالم واحد لا بد من قراءته دون عاطفة جياشة أو استسلام لثروة طائلة الله العالم وحده متى يمكن أن تستمر أو تنضب الأمر الذي لا بد لنا أن نقدم رؤية واضحة وأن يشترك الجميع فيها بالرأي والمشورة وسماع الرأي الآخر وهذا ما كرره الملك عبدالله ولا بد لنا من أن نستثمر هذا الصدق الذي ينبع من قلبه إلى الناس وأن يترجم ذلك من جانب كل مسؤول في الدولة وكل مسؤول في هذا الوطننعود للمجنونة كما يطلق عليها الاخوة في مصر وأعني بها الطماطم وهي رمز أطلقه كروبي لحاجات الناس البسيطة التي هي على قدر كبير من الأهمية لبقاء هذا المواطن قادراً على العطاء وهو الذي تدبج من أجله الخطب من أنه هدف التنمية والخطط للرفع من مستواه تعليمياً واجتماعياً ومهنياً.. الخ هكذا يرفع كل مسؤول عقيرته في كل محفلمنذ مدة طويلة جاءت لجنة حكومية على مستوى كبير إلى المنطقة الجنوبية وبالذات إلى أحد مناطق تهامة عسير حيث كانت الطرق غير مهيأة والجوع والحاجة تكشر عن أنيابها وحيث الوجوه المتعبة خير دليل على تلك الأوضاع، وبطبيعة الحال فالسادة أعضاء اللجنة قد تلقفتهم أيادي المسؤولين في المنطقة كل حسب مرجعه بالذبائح والسمن والعسل لتجد سعادة عضو اللجنة بالكاد تلتقط منه كلمة وهو يعاني من التجشؤ، «ما علينا» هذه اللجنة والتي تمثل الحكومة بكافة أعضائها تنازلت قليلاً وخرجت في مظهر ديموقراطي عملي لتواجه الناس وعندها قابلت امرأة عجوزا ضاربة في العمر والحزن والفاقة، ألقت اللجنة المبجلة عليها التحية فردت عليها وقالت متسائلة: ما الذي جاء بكم إلى هنا؟قال أحدهم نحن جئنا من الحكومة لنعرف كم يلزم هذه المنطقة من مدارس للبنين والبنات ومستوصفات ومعاهد ومكاتب للزراعة والمحاكم الخ الخ، بطبيعة الحال وكان المتحدث أكثرهم قدرة على اختيار الألفاظ وتنسيقها قد أطال الحديث والمرأة العجوز تلتفت إليه وظل ابتسامة صغيرة مليئة بالسخرية تكاد ترتسم على وجهها الذي عجنته الليالي والأيامصمت الرجل المفوه.. مسحت نظرتها وجوههم جميعاً قالت: انتهيت أشار برأسه بالموافقة. قالت: يا ولدي سلّم لنا على الحكومة وقل لهم نبغى قبل كل شيء ماء نشربهلا أدري لماذا ذكرني كروبي بأولويات الأشياء التي أضعناها في زمن التنظير والخطب. هذه الحقيقة المرة بين طماطم كروبي ، وماء العجوز الجنوبية

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *