
حين نداعب نحن معشر الكتاب الفقراء إلى الله سبحانه وتعالى قامة كبيرة مثل «غازي القصيبي» مع حفظ الألقاب، ندرك أننا أمام رجل له اليد الطولى في الكتابة شعراً ونثراً، ولذلك فمن السهولة بمكان أن تحاور هذا الإنسان وهو من هو على قدر من المسؤولية دون وجل أو خوف من تفسير لا يمت إلى النص بصلة ولا بقرابة بل إن بعض التفاسير الجاهزة من الآخرين
هي عبارة عن مقاومة شرسة لفكرة التغييرالذي يكشف عن مواقعهم ويضيء دواخلهم المظلمة فهو لا يرغب إلا أن يكون في مأمن، والتغيير ليس مأمناً بل هو سيل يجرف مَن أمامه إذا لم يكن صلباً وصادقاً ونظيفاً.غازي القصيبي» هذا الرجل الذي تتلمذ على يديه الكثير من الطلاب هو نفسه الذي كان وزيراً للصحة ووزيراً للكهرباء وسفيراً في أكثر من موقع هو موضع جدل في الوظيفة أو خارجها (وعيني عليك باردة ولعل تحفته الكتابية التي خص بها جريدة الوطن عن وزارة العمل تنبئ عن الرغبة الجارفة في العودة لحرية الكتابة التي لا تقيدها الأنظمة، ولا التعاميم، ولا البرقيات السرية أو العلنية وهو في تلك المقالة الفنية يسلط الضوء على هذا الصراع العجيب، والذي لا يمكن لمتابع أو مراقب أن يمنحه قياساً منطقياً، وكأني بعين الرضا قد «تفنجلت» بل أصبحت ترى العيوب شاخصة أمام كل عاقل ومع ذلك تظل تغمز استحساناً ونكاية لهذا الرجل الذي درس القانون ودرّسه ودرس الإدارة وألف فيها الأضابير، ودرس حاجة السوق بين العرض والطلب لكن ذلك فر من بين يديه.. ولم يملك حينئذ إلا أن يجلجل بالضحك.. وهو ضحك كالبكاء لأن ما حاول تطبيقه من علم، وفن، ودبلوماسية فائقة كانت تصطدم بسوق يؤمن بسياسة الإغراق لعمالة زائفة.. لا تضيف للمواطن شيئاً ولا تعلمه حرفة، أو مهنة لأن ذلك يعني عدم البقاء وأعتقد أن «معاليه» منذ أن ورط نفسه بكتابة رواية «الجنية» فقد دخل منطقة محظورة و«أنشب» نفسه في هذا الجو الأسطوري الذي تراه ولا تراه.. تلمسه ولا تلمسه.. تحس بالأنفاس تكاد تشعل وجهك بدفئها، وفجأة إذا بك لا تلمس إلا بعضاً من الحقيقة الباردة برودة الصقيع وأعتقد أن «كلمة العمل» لم تكن بتلك الصيغة التي نعرفها في العالم، وقوانين العمل والعمال وحقوقهم كمواطنين أو قادمين بل لأن أبطال رواية «الجنية» قاموا بمداعبتك وتم تغيير مسمى العمل باللغة العربية الفصحى إلى المعنى الشعبي المتداول في مصر الحبيبة وهو ما يعني السحر والشعوذة ، وثبت لي بشكل قاطع أنه بعد أن تحدثنا عن البطالة بين المواطنين والمواطنات لم نعرف إلا جزءاً من الحقيقة.. وبين تأنيث محلات الملابس التي لابد من «تذكيرك» بها من وقت لآخر.. أقول مؤكداً (معمول لكلم عمل

0 تعليق