للمرة الأولى في حياتي أسمع هذا المصطلح وللمرة الأولى أدرك كم يمكن للإنسان أن يخترع إزاحة أو إقصاء وحذفاً عجيباً وغريباً لاخيه الإنسان كل منا يحمل الخير والشر، القبح والجمال، كل منا يحمل في داخل الشيء ونقيضه، إلا أن الديانات والعقائد والفلسفات والمثل العليا هي التي تستطيع أن تظهر الجانب المضيء في غياهب النفس الإنسانية التي لا تقف مهما
حاولت على حدود متشابهة أو على تعريف يحدد الخير والشر والحق والباطل إنها النفس الإنسانية بكل فجورها وتقواها بهذا التناقض العظيم والمذهل والذي استطاع استغلاله أيما استغلال على مدى العصور والأزمنة طرفان في هذا الكون أولهما السلطة مهما كانت تميل الى البياض والنقاء فبقاؤها بكل صفاتها ايجابية أو سلبية يتمحور على فكرة الديمومة التي لن توافق على وجود نقيض لها أو مشارك معها معنى ذلك أن زمام الأمور لابد وأن تتناوله الأيادي وهذا يعني ببساطة أن نعمل على تمجيد أنفسنا وبالتالي فإن اقصاء الآخر بتهميشه باشعاره بدونيته أو باشعاره بأنه ضد هذا الوطن أو ذاك ومن ثم يقع في دائرة مخيفة له كإنسان هذه الدائرة التي لا تعترف به ولا تعترف له بالانتماء فهو يمثل له مواطناً طارئاً وهو في داخل النفس البشرية الرعب الذي يقابله أن تحمل اسم وطن تتفيأ تحت ظلاله ، تحرقك شمسه في الصيف حتى غباره وبرده الشديد يمثل لك ولأبنائك معنى مغرقاً في الذاتية والتي ندعوها الوطن هذا الذي يجعلك تغني الوطن معنى ومبنى أما الطرف الثاني الذي أحسن هذا الاستغلال بشكل بشع فهو الاستعمار الذي مسح من الوجوه معناها الحقيقي بل وبالغ في ذلك حتى خلت الملامح من معنى الوطن فهو تابع أدنى للمستعمر هو ووطنه وكل الخير على مدى مئات السنين كان هذا الغريب الذي جاء ويحمل وطنه في قلبه وبين جوانحه لكنه يحمل للأوطان الأخرى مسميات جديدة بل ويزرع بين الأوطان المتقاربة والمتشابهة أوطاناً بديلة ، تنزع من قلوب ساكنيها القدرة على الاتجاه للتراب والأشجار ودموع الأمهات وعرق الأباء ، الأوطان البديلة التى ليس له أرض ولا علم ولا سماء ، كنت في السابق يراودني حزن يذهب ليجيء مرة تلو أخرى عندما نقرأ في جواز السفر ومكان الجنسية (بدون) وتنامى حزني للإنسان الفرد الذات المعنى عندما قرأت مؤخراً أنه تم القبض على شخص وجنسيته (قيد الدرس) هل يمكن في هذا العالم، هذا الكوكب الذي يمتلئ بالأوطان أن نجد وطناً يطلق عليه : وطن قيد الدرس؟

0 تعليق