حين قررت السفر الى مملكة البحرين جواً هذه المرة وأنا الذي تعودت أكثر من مرة السفر بطريق البر، وكانت حكمتي في عبور هذه الصحراء من الرياض الى الساحل الشرقي أن الكثير من ( الهواجس) والأفكار والحسابات الإيجابية والسلبية سوف تعبر في مخيلتي طوال هذه الرحلة لا سيما وأنا لا أحبذ قطع المسافة بالشكل الجنوني والمتهور الذي أراه من جانبي يمنة ويسرة ثم المحه مرة أخرى بنفس السرعة المخيفة يعبر مرة أخرى ثم تكون المفاجأة الكبرى أن نصل سوياً الى مشارف مدينة الدمام ومداخل الخبر التي ظلت طوال هذه السنين العجيبة والغريبة دون تعديل أو تغيير ، ولا أذكر عدد هذه السنين الطويلة أن دخلت مشارف المنطقة الشرقية دون أن يكون هناك أعمال ولوحات واعتقد أن هذا المقاول من أصحاب النفس الطويل وشعاره ( العجلة من الشيطان) أما الحكمة الثانية فهي أن تكون بصحبتك مجموعة من الأصدقاء الذين يحبهم قلبك لتشعر أن هذا الطريق ينقضي! مع أحاديثهم وآرائهم في السياسة والفن والثقافة والحياة بشتى صورها طبعاً لا يطرأ على بالك أن تقف في إحدى هذه الاستراحات التي على جانبيْ الطريق لان معنى ذلك كيف يقدم الأكل والشراب في مثل هذه الأماكن التي لا تنفع سوى عناية الله سبحانه وتعالى ثم البصل والليمون ، أعود بكم الى أصل الحكاية هذه المرة قررت أنا وصديقان أن تكون رحلتنا عبر الخطوط الجوية العربية السعودية وكان ما كان من جانبنا نحن المسافرين الذين دفعنا لهم مالاً مقابل كل الخدمات من وجهة سفر الى خدمة المطار ثم معلومة تحترم فيك انسانيتك وإذا لم يتوفر ذلك فاحتراماً لهذا المبلغ الذي دفعته سواء كان قليلاً أو كثيراً . دلفنا الى داخل المطار والبطاقات التي بأيدينا تقول البوابة رقم 22 ذهبنا الى المقاعد وجلسنا ، اقترب الوقت ليس هناك على اللوحة أي اشارة لرحلتنا مع وجود اشارات لرحلات بعدها ، ساورنا الشك ذهبنا الى أحدهم وهم عادة يقومون بالإجابة بنصف الوجه أو باشارة هي أقرب الى التخلص منك وقال بهمس : بوابة 26 ذهبنا الى بوابة 26 ومكثنا وقتاً لابأس به، نظرت فإذا الموظف يدخل المسافرين من باب آخر قمت وسألته قال بهمس عجيب البحرين أشرت الى النشامى وقمنا قال لنا بنفس الدرجة الهامسة انزل الدرج ثم ادخل الباب يساراً ، ركبنا الأتوبيس وصمت مريب يظلل الركاب جميعاً ثم تحرك بنا الاتوبيس الى الطائرة مكثنا في الطائرة في انتظار دفعتين أو ثلاث من الركاب الذين يقيناً أنهم لم يسمعوا أي نداء ، بهمس كبير قلت لزميلي بعد أن تلفتّ يمنة ويسرة : إنها رحلة سرية !!
وسلامتكم
2010-01-18

0 تعليق