منذ زمن طويل وأنا والعياذ بالله أفكر في ان أصل الى إنجاز ورقة حول خصوصيتنا التي ملأت علينا البر والبحر والفضاء ، أصبحت تلاحقنا هذه الخصوصية في كل شيء ، وكأننا لا نمت الى هذا العالم بصلة أو نسب أو قرابة ، وسوف أضع جائزة رفيعة المستوى لمن يدلني على هذا الشخص الخصوصي الذي اخترع كلمة خصوصيتنا ومن ثم أنطلق لتعداد أنواع الخصوصية التي تبدأ من
البيت والمدرسة والوظيفة والشأن العام والخاص وسوف يكون مبحثاً رائعاً يهدي الى البشرية فتحاً جديداً لم يثمر إلا بين أيدينا ولم تنجزه سوى هذه العقليات التي تحاصرك بالخصوصية حتى تكاد تفقد صوابك لا سيما وأن هذا المجتمع الرائع! من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه يملك ثراء وتنوعاً لا يوجد في بلد آخر حيث تختلف المناطق عن بعضها البعض في الملبس والمأكل وطرق العيش المختلفة لكن هذا الخصوصية صبغتنا بلون واحد وبنفس واحد وأخشى ما أخشاه أن تكون لنا رؤية واحدة أفرزتها هذه الخصوصية التي تظهرنا بدعاً بين الامم والشعوبأقول قولي هذا وكلي أمل أن ينظر الرقيب بعين العطف ويمرر هذه المقالة التي لا تتحدث عن المرور كجهاز وسيارات وإشارات وكاميرات وهندسة مرورية ، فقد تم إضاءة النور الأحمر لمقالة سابقة تحدثت عن المرور ولكنها ولله الحمد أوحت لي بمقالة سوف ترى النور قريباًفمن عجائب الأمور أن تظهر أمامي خصوصية جديدة لا يمكن أن تشاهدها في بلد عدو أو بلد حبيب لان هذا هو من صنع قائد المركبة الذي يتفتق ذهنه العجيب عن سلوك مروري يفوق ما يقدمه السيرك ؛ حيث يفاجئك هذا المواطن المروري وأنت في أقصى اليمين في المسار وإذا به يتجاوز ذلك عن يمينك والعجلات الاربع اثنتان منها فوق الرصيف والباقي من حولك يكاد يخطف مرايا الرؤية التي على يمينك ، أو أن يفاجئك هذا الكائن المروري وأنت أمام الإشارة تتمتع بالمواطنة النقية وتقف احترامًا للنور الأحمر والاصفر والأخضر خشية من الكاميرا الاسطورية التي تراقبك ! عبر الأقمار الصناعية ( هكذا قيل) فإذا باحدهم يعبر الخط ثم يقف معترضاً ولا ندري أين وكيف ومتى يتحرك والى أي جهة ، وربما يزيد من رفع ضغطك إذا كان ممتشقاً (جواله) يرسل أو يتحدث ، أو ذلك الذي يسير أمامك رويداً وأنت في انتظار الأصفر ثم الأخضر وإذا به ، يمتلك ( الحس الإشاري) الذي يتفوق على الكاميرا القمرية ثم ينطلق

0 تعليق