حي السفارات

23 يوليو، 2011 | لذاكرة الوطن | 0 تعليقات

يُجمع كثير من العلماء والباحثين أن التأسيس للأفكار والمبادئ والانتماءات يكون في السنوات الخمس الأولى للطفل حيث تنغرس وقتذاك المثل والمبادئ والاتجاهات وهذه الحزمة من التعاليم والمبادئ تعتمد أيضاً في اصولها على الثقافة المنزلية التي يقود تأثيرها على الطفل الأب والأم باعتبارهما مصدراً اولياً لهذه الثقافة بغض النظر عن المقاييس المعيارية لتلك الثقافة

وتقييمها ، لان ذلك يعنى أن نعرف مدى المستوى التعليمي للأب والأم كما أنه يتطلب منا أيضاً معرفة مدى المستوى الثقافي أو بالأصح البيئة الثقافية إما من خلال المجتمع أو بيئة العمل سواء للرجل أو المرأة وهما المصدر الأساسي للتأثير المباشر على خلق المستوى الأعلى أو الأدنى للطفل أو الطفلة كتربة أولية خلال هذه السنوات الخمس ولذلك فإن نمط التفكير بعد هذه السنوات الخمس للطفل أو الطفلة لا يغيره المكان أو الآراء الاخرى أو الثقافات الأخرى في بلد آخر غير بلد المنشأ وهذا ما أشار اليه مفكرنا المبدع ( البليهي) في أكثر من لقاء تلفزيوني أو من خلال ما يطرحه من كتابات في الصحف أو لقاءات فكرية معه ، وأعتقد أن هذا ما يؤكده علماء النفس وعلماء الاجتماع في إثبات هذه الحقيقة العلمية .
الذي أكد هذا الموضوع أن زميلاً عزيزاً شرح ما واجهته ابنته الصغيرة في مدرستها أمام صديقاتها في نفس العمر إلا أن ابتنه درست أو لنقل عاشت سنواتها الاولى في بلد أجنبي ، والأمر الآخر أن الأب والأم على قدر من الوعي الإيجابي ومعرفة الحياة برؤيتها الشاملة دون الوقوع في حيز القبيلة أو الأصل الذي يخلق حالة من العداء والتعصب والاستعلاء دون أساس من ثقافة أو علم.الفتاة الصغيرة قصت على أبيها أن صديقاتها في لحظة من لحظات الاجتماع بين الحصص في المدرسة كانت كل واحدة تقول أنا من القبيلة الفلانية والثانية أنا من القبيلة الفلانية ولأن هذا المعنى لم يكن يمثل لها شيئاً في تاريخ تربيتها ولانها نمت وترعرعت في أفق حضاري ومتمدن وعلى اعتبار أنها سكنت في حي السفارات فقد قال لها والدها: حينما عرّفت أنا فلانة من القبيلة الفلانية ماذا قلت لهن قالت أنا قلت لهن : أنا من حي السفارات .
وسلامتكم..
 01/03/10

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *