قطة (مكتئبة) !!

23 يوليو، 2011 | لذاكرة الوطن | 0 تعليقات

رغم أن كل واحد منا يعتز ويفتخر بأن قلبه مفتوح لهذا الجيل ، وأنه مستعد للحوار والجدل والوصول إلى مرحلة من إشباع الرغبة لدى هذا الجهل دون أن يتورط في مشكلات أو معطيات تورده التهلكة سواء في عالم الجريمة والمخدرات التي بحق آفة هذا العصر ، أو أن ينخرط في الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وهي متعددة الوجوه لكن الحقيقة التي لابد من الوصول إليها أن هذا

القلب المفتوح ، وأن هذا التوجه للحوار تجاه الأبناء ومعرفة عوالمهم وأسرارهم وخبايا أحلامهم المشروعة لا يتحقق بالنمط أو الكيفية التي نراها مجرد نظرية تقال في المجالس أو مع الأصدقاء وأنا أقول بذلك لأن عالم التقنية الذي يتطور ثانية بثانية لا يمنح الأم أو الأب الوقت لإعادة دراسة الأمور أو معرفة التفاصيل لأنه بداية لا يواكب هذا السيل الجارف من التطور العجيب في وسائل التقنية عبر النت أو عبر وسائط كثيرة ربما نحن نحملها بين أيدينا ولا نعرف إلا أبجديات الأشياء حولها وحول ما تحمله من قدرات على التواصل والاتصال متجاوزة الزمان والمكان وأعني بذلك هذا الهاتف المحمول الذي أصبح هوية التعريف الخاص بكل واحد منا. إذاً فإن هذا الجيل المحظوظ والمرتبك في آن واحد يبتعد عنا بفعل هذه التقنية مسافات متجاوزة ومربكة لنا نحن الآباء والأمهات لأننا وبأبسط الحالات نطلب منهم الدعم لمعرفة هذه التقنية التي أصبحت تمثل لهم سهولة عجيبة يقابلها من جانبنا جهل مرعب إلا في الأولويات والمبادئ التي لانزال نتخبط لنتعلم أصولها.
الشأن الآخر غير هذه القفزة المعرفية التي تبعدنا عنهم هناك هذا العالم الذي لا ندركه وهي هذه المشاعر الدفينة والتحولات التي أفرزتها هذه العلاقات الخصوصية، وأن هناك عالماً مفترضاً آخر وقيماً أخرى ومناخات مشاهدة وتواصلاً يعزف على أوتار أفئدتهم دون أن نعرف ذلك إلا مؤخراً.
يحكي لي صديق عزيز أن واحداً من أبنائه جلب إلى المنزل قطة جميلة وقد مكثت أياماً قليلة في المنزل وحرص على ألا تخرج من المنزل إلى الشارع ومراعاة أوقات أكلها ونظافتها ونومها.. الخ. وصادف أن ارتكبت عار الهرب إلى الشارع وهبت الأم والأب لإعادتها طبعاً بعد الحزن الذي كان يكسو وجه الابن والاستنكار لعدم مراعاة هذه القطة ومعرفة ثمنها الذي يتجاوز خمسة آلاف ريال وأن صاحبها وهو صديقه أحس بأنها تمر بلحظة اكتئاب وطلب منه أن تغير موقعها حتى تتحسن نفسيتها. الأب والأم ذهلا لهذا المنطق لكن الحقيقة ليست في الاكتئاب الذي لازم هذه القطة المترفة لكن هناك تغيراً عجيباً في العلاقات ونمط التفكير الذي حتى هذه اللحظة لم نعرفه في مواجهة هذا الجيل التقني.. وسلامتكم.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *