تنشد عن الحال؟

20 يوليو، 2011 | لذاكرة الوطن | 0 تعليقات

يجمعنا المجلس الذي ندخله، نبدأ الدخول بالسلام ثم تجد نفسك في موقع يرحب بك لأنه الموقع الوحيد الفارغ الذي يضم ارتباكك وشعورك بالحرج، تمتطي ذلك المقعد.. يهدأ بالك قليلاً، ونفسك يأخذ في إيقاعه المعتاد، تلتفت يمينا ثم تقوم بالسلام وتسأل عن الحال، وحين يجيبك تعرف مباشرة أن إجابته تقول باختصار شديد: هذا هو الحال.. تلتفت يساراً، لم يحدث ما يمكن

أن يبعث فيك الدهشة وتصل مسرعاً إلى هذه المقولة العجيبة «هذا هو الحال».معقول أن يكون اليمين واليسار في هذا الزمن المفرط في الحرية والديمقراطية والرأي والرأي الآخر، معقول أن برنامجهم متفق إلى هذه الدرجة الرمادية «هذا هو الحال».. تفكر قليلاً، ترنو قليلاً إلى الوجوه التي أخذت في هذا المجلس رفقة الأكتاف ورفقة المصالح التي جاءت بهم ولذا يحتمل كل واحد منهم رفقة الآخر حباً أو اضطراراً أو مرحلة لها مسبباتها، لها ظروفها التي يحاول أن يقنعك بها ظرف من «الهؤلاء» وأنت من ضمنهم تقول: أحمد الله أن هناك ما يمكن أن يكون نبوءة لرأي مخالف أو سؤال يستفز الكتوف المتلاصقة..

يزيح الصمت المطبق على الوجوه والشفاه وهو ينظرون إلى وجوه بعضهم البعض وكأن كل واحد يرغب في أن يبدأ بالسؤال رغم أنهم قدموا لصاحب المكان فهم يرقبون اللحظة المشتهاة التي ينثال فيها بالكلام ليمدح الاحوال والطرق والنعمة والخير ويبعد عنا جميعا الشرور، ويصلح ما في النفوس، ينظر إليه نظرة الجميع نظرة إعجاب من قطع النظير. فجأة يسألني الذي كتفه اليمين بكتفي الأيسر: ومن هو من لحية؟ قلت له يبدو أنه يحمل مقصداً طيباً. قال: هل هو من هذه الديرة؟ قلت له: أعتقد، هل تعرف عائلته؟ قلت: أعتقد أنك لم تأت إلى مجلسه إلا ولديك العلم. قال: نعم، ولكن هذا الاسم يختلف من قبيلة إلى قبيلة… ومن مكان إلى مكان ومن شخص إلى شخص، لم نكن في مجلس للشورى، ولم نكن في دورة انتخابية ولم يؤثر علينا تلك الكتوف المتلاصفة بيمينها ويسارها. كان المكان في عرس، وكان المتحدث هو الذي يجمع رأسين في الحلال، وسلامتكم.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *