قسما ًبالله العظيم أنني لم أسمع طيلة حياتي أن نبتة من النباتات قد أصيبت بمرض اكتئاب أو حتى الجنون أو الهستيريا ، وربما لان الأشجار والنباتات مرتبطة بالأرض ولا يمكن لها أن تغضب مثلاً وتغادر المكان أو أن تفرح وتخرج عن وقارها وترقص خارج (حوضها) أقصد أرضها أو وطنها ، إذاً فالمسألة هنا في الثبات وما يثمره هذا النبات من اخضرار في الأوراق واحمرار في الثمار أو
حتى تلك الزهور التي تسري فوق سرير الريح وتعرض جسدها لتلقح ثمرة أخرى أو زهرة أخرى أو تصيب نحلة ما بالجنون المؤقت والذي يثمر لنا عسلاً سائغاً لزجاً. تذكرت ذلك حين كنت أحدث صديقاً وكنت أقول له أحاديث كثيرة فيها الجاد والهازل فيها الذي يبعث على الغم ، وفيها الذي يزيل الهم فما كان منه إلا أن أدرك هذا التوتر الذي نعيشه فقال : إن الأول لم يترك للاخير شيئاً فقلت هات يا حكيم الزمان.نظر الي وهو مليء بالضحك : ألم يكن متداولاً أن (الخبال) لا يثمر في رؤوس الأشجار وإنما يثمر في رؤوس بنى أدم؟ ومنذ تلك اللحظة أقف احتراماً لجميع الأشجار حتى تلك المحروقة كشاهد على ثبات الحال وليس تحول الحال

0 تعليق