
بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتحت شعار “وجهة ملهمة”، انطلقت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، في جامعة الملك سعود بالرياض، مهد انطلاقته الأولى قبل نحو خمسة عقود، والذي تستعرض فيه سلطنة عُمان، كضيف شرف لهذا العام، تراثها وتاريخها وفنونها وثقافتها الأصيلة في المعرض، بمشاركة ما يزيد عن 1800 دار نشر من 32 دولة.
وفي ذلك أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان: “ إن الهيئة تحرص على تطوير كافة جوانب المعرض بالتوازي مع التطوير المستمر لقطاع النشر، في الوقت الذي تشارك فيه دولة سلطنة عُمان كضيف شرف لتعزيز التبادل الثقافي الدولي بين البلدين الشقيقين، اللذَين تجمعهما روابط أخوية وطيدة وعلاقات ثقافية ممتدة”.
كانت افتتاحية المعرض وندواته الحوارية بأثر ثقافي له بصمته في الحركة الثقافية والأدبية بالمملكة؛ عن الأديب الراحل محمد علوان، تقديراً لمسيرته الحافلة بالأثر والإنجاز، ووفاءً للجهود التي قدمها لدعم الثقافة وسط حضور زوجته وأبنائه وأحفاده.
أدار الندوة الدكتور: سعيد الدحية، الذي ثمن هذه المبادرة التقديرية من وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة تجاه الراحل، ووصف الدحية الراحل بـ “الأستاذ القدير والاسم الرفيع ذي التجربة الحافلة بالمنجزات، الحامل هموم الثقافة والمثقفين”.
وبدأت الندوة بشكرٍ من ابن الراحل غسان بن محمد علوان، لوزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة نيابة عن أسرته: “ بأن هذا الوفاء من غير المستغرب في وطن يقدر الأدب والأدباء “.
وكشف خلال الندوة للمرة الأولى عن الاسم المستعار لوالده، الذي كان يكتب به نصوصًا عدة وهو “الأزدي”.
واستعاد القاص حسين علي حسين صديق الراحل بدايات معرفته إياه وعملهما سوياً في وزارة الثقافة والإعلام، خاصةً فيما يتعلق بالشق الأدبي وذكر أن علوان “كان ذا قدرة أدبية على تصوير البيئة العسيرية بخاصة، ولديه نفس شاعري وقدرة على معالجة وقولبة الأساطير الشعبية في منطقته”.
وأضافت الدكتورة: شيمة الشمري أن الراحل امتاز بعدم التسرع في النشر، وتمهُله في الكتابة وتأنيه في الإصدار على عكس بعض أبناء جيله غزيري الإنتاج، وركزت الشمري على بعض أعمال علوان التي اتسمت بالواقعية بقولها: “إنه يكتب كأنه يتأمل صورة خاصة فعمله جاد ونابع من الإحساس، وقد كانت لديه جرأة على قلب المعطيات، فهو يأخذ من الحياة الخاصة والطبيعة والبعد الإنساني مادته الأولية، ويقدم لقارئه نماذج بشرية ووضعيات حياتية معاصرة لا تمجد الإنسان في خطئه أو صوابه، وإنما تجدد وعي الإنسان المعاصر بالظروف والتغيرات التي فرضتها المعطيات الحضارية”.
وختم الدكتور معجب العدواني الندوة بوصف تجربة علوان الإبداعية بـ”الدقيق في كتاباته، والحريص على إخراجها في صورة ملائمة ومتفردة”، مستدلًا بذلك على عدد إصداراته الثمانية من مجموعات قصصية التي أخرجها في نصف قرن.
المصدر: مجلة اليمامة

0 تعليق