
منحتنا هذه التقنية العظيمة التي وصل إليها العقل البشري وأعني بذلك عالم شبكة المعلومات الذي أتاح لنا أن نكون في مواجهة الأحداث وتطورها، هذا العلم الذي لم يعد حكراً على أحد، والمعلومة التي لم تعد تلبس لباس السرية التي تمنح صاحبها السطوة والقدرة الكاذبة، أصبحنا الآن جميعاً أمام فتنة المعلومة المباحة، أقصد بذلك سهولة الوصول إليها دون عائق ولعل في
جوف المستقبل الكثير من الأسرار والنوادرالتي يزخر بها هذا الفضاء اللامحدود، ومن خلال بريدي اليومي عبر «النت» لاسيما بعد أن تجاوزت مرحلة «البحث عن حرف الذال» أتلقى الكثير من الرسائل العلمية والأدبية والترفيهية التي تمنحك قليلاً من الراحة والمعرفة في هذا الزمن الذي خيّب آمال الكثيرين ومن باب بث المعرفة أحببت ان يشاركني الأحبة القراء للاستمتاع بهذه القصة التي بعث بها أحد الأصدقاء جزاه الله كل خير وهي بعنوان: «كيف تطور أداء النملة» وهي على النحو التالي: – كل يوم تتوجه نملة صغيرة إلى عملها بكل جهد ونشاط وتبدأ عملها باكراً قبل الجميع، حيث كانت تنتج بكل سعادة وعطاء، وبعد فترة استغرب الأسد «المسؤول» من كفاءة هذه النملة والتي كانت تعمل من دون إشراف، ففكر بما أن هذه النملة تعمل بهذه الطاقة من دون إشراف فكيف سيكون عملها في حالة وجود إشراف. الأمر الذي جعله يقوم بتوظيف «صرصار» حيث يملك الخبرة في الاشراف وكتابة التقارير، وكان أول قرار له وضع نظام للحضور والانصراف، ووجد نفسه في حاجة ماسة لتوظيف سكرتارية لكتابة التقارير وغيرها، ثم قام بتوظيف عنكبوت لادارة الارشيف ومراقبة المكالمات الهاتفية، ابتهج الأسد بتقارير الصرصار حيث طلب منه تطوير عمله بوضع رسوم بيانية أكثر لتوضيح وتحليل المعطيات بعمق أكثر لعرضها على مجلس الادارة، قام الصرصار بشراء أجهزة الكمبيوتر والطابعات الملونة. النملة التي كانت تنتج وتطور أداءها بحرية ويسر كرهت كثرة الأوراق في هذا النظام الجديد والاجتماعات التي تبعث على الملل وتهدر الوقت. استنتج الأسد أن هناك مشكلة في الأداء، وعليه ان يغيّر آلية العمل في هذا القسم، قام بتقديم هذا المنصب إلى جرادة خبيرة في التطوير الإداري حيث كان أول قراراتها شراء أثاث جديد وسجاد وتغيير ديكور المكاتب وذلك لتحسين أداء الموظفين وتوفير الجو المناسب للعمل، كما قامت الجرادة بشراء كمبيوتر وعينت مساعداً شخصياً لها كان يعمل معها سابقاً وذلك لمساعدتها في وضع الاستراتيجيات التطويرية ورصد الميزانية، القسم الذي كانت تعمل به النملة أصبح قسماً حزيناً ولا يوجد به ساحة للفرح والجميع أصبح محبطاً، وهنا جاء الصرصار باقتراح للأسد لدراسة بيئة العمل وبعد مراجعة تكلفة التشغيل للقسم، وجد الأسد أن التكلفة السابقة أقل بكثير وانه من الضروري تقليص النفقات هنا قام بتكليف «بومة» كمستشار إداري ومدقق داخلي لايجاد الحل المناسب لهذه المشكلة وأخذت الدراسة زمناً يفوق الثلاثة شهور «؟» وتم رفع التقرير المهم بأن هناك تضخماً في عدد الموظفين ولابد من تقليص ذلك، فما كان من الأسد الهمام إلا أن قام بفصل «النملة» لقصور الأداء والسلبية؟؟ انتهت القصة كنص مقروء لكنها مستمرة ونراها في كل دائرة وشركة نراها في كل مناحي الحياة وزواياها..
وسلامتكم.

0 تعليق