مثلما يفتح الباب

19 يوليو، 2011 | لذاكرة الوطن | 0 تعليقات

حين غادرني أحبتي، لم أجد تواصلاً للحديث أو بالأصح السماع والمشاهدة سوى صندوق العجائب، هذا الصندوق المليء بالغرائب والمفارقات.. وأعني به جهاز التلفزيون، ولا أعتقد أن هناك ربطاً بين «جهاز» الرطيان ضمن أوراقه ، وبين جهاز التلفزيون، وإلا كان ذلك بمثابة دمار لكل بيت لاسيما إذا وجد به أكثر من جهاز؟

ما علينا.. توجهت بقدرتي الذاتية وبواسطة جهاز انتقاء القنوات أو بالأصح جهاز اختيار المحطات متنقلاً من بلد إلى بلد ومن لغة إلى لغة، ثم وصلت بحمد الله وسلامته إلى محطة «المغرب» الشقيق فإذا بها تبث برنامجاً ثقافياً، وأخوكم لا يصدق خبراً فإن مثل هذه البرامج تثير شهيته ليتابع ما تبثه رغبة في سماع لغة أصبح يفتقدها عبر هذه القنوات الفضائية التي أصبحت تعلمنا الرقص «الثالث» أكثر مما تعلمنا «الخطوة» وتعلمنا هز «الوسط» أكثر مما تعلمنا كيف نسأل؟ وكيف نجيب؟ لأول مرة يمكن لأي مواطن عربي ان يمارس حريته دون شروط أو قيود وهي الوحيدة والمتاحة طالما انك ضمن دارك لأن تختار وأنت رافع الرأس أمام زوجتك وأطفالك وأصدقائك دون وجل أو خوف ، لك ان تختار القناة التي تعجبك في هذا الفضاء الرحب وكأني بها المرحلة الأولى التي تسمح بها الدول العربية «غصباً» لا «رغبة» وبدون موافقة جامعتها المريضة، لتتعلم كيف يمكن لك أيها المواطن العربي أن تختار أول دروس الحرية أن تنتقل دون قيد أو قيد. بعد هذا التعب الذي نال من أصابعي، وبعد وصولي إلى المغرب وإذا الحوار بين مذيع على قدر كبير من الثقافة والوعي وبين شخص آخر أعرفه إلا ان الرحلة الطويلة في هذا العمر لم تسعفني على تذكر اسمه حمدت الله في آخر المقابلة ان كشف المذيع عن ضيفه فإذا به العزيز الجميل «عبدالوهاب العريفي» بحزنه الإيجابي هذا الحزن الذي لا يستطيع هزيمته. والمفاجأة الأجمل ان أسمع عن صدور ديوان ل«علي الدميني» هذا الإنسان الذي أغلقنا عليه قلوبنا ومدننا وحدودنا، نعم «علي» اختار اسم الديوان، ولم أطلع عليه، لم أقرأه. كيف ومتى وأين كتب تفاصيل هذا الباب الذي كلما فُتح قليلاً لنرى من خلاله الشمس والهواء فإذا به يوارب، ويوارب ثم يغلق، «علي الدميني» لم يملك إلا خياراً واحدا هو أن يكون حراً ونقياً ويشجع «الاتفاق» إذا ما كان صامداً كما عهدته، وكأني به يحاور هذا الباب الذي لا يكاد أن نفرح به لفرجة ليمكن لنا أن نصل إلى هناك أو نرى المشهد الذي يجعلنا نحب هذا الوطن، لكن هناك من يغفل عن كيفية المحبة، وهناك من يتغافل عن كمية المحبة لهذا الوطن ووجوه من نحب، لكن علينا، أو بالأصح عليَّ أنا أن اقرأ ما كتبه علي الدميني.. مثلما يُفتح الباب..

وسلامتكم..

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *