قرأت .. من جاء يبحث عن رغيف صغير فليحذر .. من جاء يبحث عن قطرة ماء فليحذر. إكتف من بحثك أيها العاقل في زمن الجنون ببقاء رأسك فوق كتفيك. من جاء يسأل سؤالاً يقبع في قاع الحلق .. يستفسر عن موقعه .. عن وجهته عن البدء والمنتهى .. .. فليتحسس موطء قدمه .. من يدري ؟ فقد تكون مملوكة لشخص يتناسى أن الأرض .. البحر .. الجبل يتضاءل .. ل
تكون رحلة المنتهى حفرة صغيرة لجسد أفناه الطموح .. حفرة يقطع عنها الماء .. الضوء .. الصوت . أيتها الريح .. أيها الزمن المخنوق بحبل مشيمته .. قال لي مجنون يبكي ، وجمع العقلاء بقربه يضحكون : من حنى رأسه مرة واحدة للريح . اعتاد رؤية الأرض .. أنساه الانحناء لون السماء الأزرق .. أيها القلب النابض بالحزن بالموت الممنوح .. بالوهج الممنوع .. قال لي مجنون لا يتحدث والجمع بقربه يتعاطون الألسنة المشقوقة بلغات العالم أجمع .. بأهواء القديس وبائعة الجسد الجوعى . قال بعينيه : أتحب ؟ إبتسم : فلتدرك يا جاخل أسوار الحب يا من يخرج منها أن الحب لون مجنون يعشق نفسه. يرتكب الحب كل الناس الممنوحة لهم أوراق النقد وأوراق الخبز وأوراق الماء الضوء الصوت .. الأرض القصر .. الأرض القبر .. فاعشق .. أغسل نفسك بالعشق .. لن تدخل سجناً لن تدخل مشفى . قال المجنون .. وأنا العاقل أصغى .. أبكي .. أضحك : من قاتل بسيف الغير أشركه في النصر .. وسينفى مثل الخائن .. إن خانته الأقدام. . عضنى ألم لم أكتشف مكانه بعد .. وضعت الكتاب جانباً .. استدارت رأيت شعرها منهمراً .. متماوجاً .. يقف عند مرتفع قرأت الموجة السادسة .. وددت في اللحظة ذاتها أن أرى وجهها .. تصادم في خاطري الشعور بالخطيئة .. وشعور بالاشتهاء .. وكان المزيج من ذلك أن فكرت بأن أصرخ في قفاها : – أنت كاذبة . سوف تستدير .. أعرف حركتها المجنونة .. تلتفت إليّ والدمع الغزير قد بلل شعرها . التصقت فوق جبينها خصلات منه .. بيدها أزاحت فكرة النقاش. لا زالت متوهجة تغلي .. تكابر .. تصرخ مرة أخرى .. تشق جيب ثوبها . كانت النقطة ضيقة بادئ الأمر .. للنقطة رائحة شهية .. للرائحة قوة النفاد تستيقظ كل الأعصاب .. يهطل المطر مليئاً بالثمر .. يتساقط الثمر على الأعصاب اليقظة المتوترة .. يغمض العينين . وتهدأ الاحوال . أكد لي هذا الفنان : أن وضع النقطة على الحرف لا ينبغي له في كل الأحيان أن يكون مفتاحاً لصفة التوضيح. قال لي .. وهو يرفع نظارته من فوق عينيه: النقطة توضيح فاضح متعر. ((خيلتها مستورة)) قالت له أعرف أن مرتبك قليل وأن الحياة كئيبة والحلق ضيق .. لم لا ترجع إلى قريتك الصغيرة .. فالمدينة وحش يلتهمك .. وأنت لن تعيش بمعزل عن برامج الإذاعة والتلفزيون حيث تبدو الأشياء جميلة ومثالية وتغري بالبقاء. ((خليها مستورة)) قلت له : أنت تنهك نفسك .. تعمل هنا وهنا .. وتكابر حاول أن تتنازل ولو عن قليل من الكبرياء .. والدك أعرفه جيداً .. أورثك هذه العزة .. أورثك أن تقول رأيك في اللحظة إياها حيث ترتكز الشمس فوق الهام فلا ظل. قال لي بصوت يغالب نفسه أن يكون هادئا ً: ليتك تصمت .. ماذا تريدني أن أفعل ؟ هل أسرق ؟ أكذب ؟ أنافق؟ .. ستقول لي أنهم جميعا ًكذلك صدقني .. لقد حاولت ذلك كثيراً .. فشلت كنت أشعر وأنا أرتدي الأقنعة اليومية المسموح بتداولها أن الوجه المقابل يكتشف الحقيقة.. يراودني شعور بأنه يجمع بصقة في فمه .. ترتطم بوجهي .. تزيح القناع .. أتراجع.. أسكن عين طفلي الوحيد .. أرسم له صورة جميلة .. الدرب القادم أنا وهو الأقدام. – كيف تكون الدرب القادم .. وأنت مليء بالندوب .. بالجراح – بحزن النخيل الأقدام تتعثر .. كن درباً مشرقاً . نظر إلّي طويلاً .. عرف كيف تعمدت إستفزازه .. صرخ : أيها اللعين التافه بلومك هذا.. كمن يطلب من الجسد ألا يتململ .. ألا يعترض .. اللعنة عليكم .. أيها الرماديون قم .. أغرب عن وجهي. نظرت إليها .. اقتربت .. لا زالت تبكي .. مثيرة هذه الأخبار المتواترة عن الوفاق بين أمريكا وروسيا .. مثيرة هذه الأخبار المؤكدة عن الوفاق بين لبنان ولبنان . غاب وجه المذيع وأعلن النشرة الرياضية.. نظرت إلى الوجوه المتابعة .. الذكاء يشع من العيون .. واحد منهم كان في طرف الغرفة يقرأ كتاباً من أول السهرة .. والثاني يحتضن سماعة الهاتف يهمس بحديث ناعم ويده تبحث عن مستقر لها. صاح واحد من الأربعة : حكم .. التفت إليه رفيقه قال : تحكم بلد . حبكت النكتة قال : شريطة ألا يكون سكان البلد مثل هذه العينة ونظر بطرف عينه للمتابعين بشغف لبرامج التلفزيون .. التفت واحد منهم وقال : بزعمه أنه أفاد البلد ببحثه الدائب كل ليلة عن رابع .. صاح به واحد ما هو حكمك ؟ همس مشجع : سوف ننهزم .. فالظواهر تعطي الحكم الأخير .. قال له : تفاءل صاح اللاعب : من منكم يرفض اللعبة ؟ .. قال الجميع بصوت واحد : لا أحد صاحب الكتاب التفت إليهم وقال : أنا قيل له : ماذا تريد ؟ دخل عليهم صاحب البيت .. هبطت سماعة الهاتف .. ورفعت اليد عن مستقرها واحمر وجهه.. أغلق الكتاب. صاح واحد من الأربعة .. انت غشاش كبير ((كاشو)) . وانفض السامر برز المذيع .. نتمنى لكم أوقاتاً طيبة .. وتصبحون على خير. في الصباح الباكر هبط إلى حديقته الواسعة .. امتلأت بالزهور وكان صف من الأشجار الطويلة .. غضب غضباً شديداً .. تقاطرت الآذان.. تسمع منحنية .. قال طلبت زهوراً منذ ثلاث ساعات ولم تحضر .. أيتها الكلاب الشرسة لا ينفع معكم إلا السوط . صاح بالرجل الذي يحمل الزهور .. كم كلفت قال له : إنه مبلغ كبير يا سيدي : .. قلت كم ولا تكثر الكلام .. عشر آلاف فقط ، فقط أيها الأبله .. أدخل الغرف الأربع وضع باقة تختلف عن الأخرى .. إفعل هذا كل صباح . الآذان تتراجع منحنية .. قطف زهرة .. آه كم أحب الزهور .. من فوق الشجرة سقط طائر صغير لم يستطع الطيران .. حاول مرة وفشل .. كان كلبه شرساً .. ابتلع الطائر .. لم يلحظ ذلك .. وربث على الكلب .. التفت إلى الخادم قال له : أيهما أولى .. الكلب .. أم القط؟.. قال ولم يرفع رأسه : الكلب وفّي للإنسان أما القط فوفّي للمكان. – وأنت وفي لمن ؟ – قال له : لك يا صاحب السعادة .

0 تعليق