الدخول .. الخروج

24 نوفمبر، 2011 | دامسة | 0 تعليقات

دخلت الدار .. طيور من الوهم الجميل بخاطري وغصن من العشق يورق داخل القلب .. إلا أن الغبار الذي يمنح البذرة قوة الإنماء لازال ممتنعاً . دخلت الدار .. والرفقة أعداد تتوالى ، تدخل هذا القلب المفتوح لكل الغرباء ، تخرج من هذا القلب ، تدخل .. تخرج ، آه من قلبي المأوى .. آه من يأويني . الرفقة ثلاثة : الأول يشرب شاياً ، والثاني يشربها صافية منحازة ، والثالث يشرب

شاياً بالثلج الأبيض .. أحياناً ينفح كأس الشاي بقطعة ثلج أخرى .. حين رأيت الجمع .. جمعت الفرح المخبوء بقاع القلب .. قلت : أجاملهم ، وزعت الفرح ..كان قليلاً منه فوق الوجه .. إن الوجه إن آثرت البوح لعمري مفتاح الأسرار .. اخترت أمام الرفقة أن أنشر نفسي بيضاء .. إن الرفقة لاتكتمل بهم أجواء الجلسة  .. أجواء القصد .. أجواء العمر .. لاتكتمل بهم إن كان رفيق منهم يحمل فوق الوجه قناعاً . يبقى في قاع القلب .. قليل من فرح وحنان .. وبقايا من صدق موروث .. إن الصدق الكامل تذروه الريح الغربية .. يبعثره الزمن الطفل .. يازمن الرمح هل يورق فيك الحب ؟ زمن الرمح إذا حاول أن يلمع فيه شيء واحد .. سن الرمح . هاجسي الدائم ، فاتبرق ياسن الرمح مخترقاً كل قلوب الكذب المشروع .. لكن رغم سراب الموقف .. رغم سراب الرفقة .. رغم تداخل كل الألوان المتناقضة المتباغضة . أدرك أن الأشجار المتطاولة سهواً تعرف أن الأرض برغم العقم القسري تدخر اللحظة . حين سقوط بنايات الوهم .. إن اللحظة نار .. إن اللحظة ماء .. قليل من ماء ينبت أزهاراً .. قليل منه ينساب في الشجر المتماسك .. إن اللحظة نار . قليل من وهج يعيد .. الفرح المنسي للقلب الموجوع .. إن الدمع يفيض ، والقلب يفيض بأغنية . دخلت الدار ..الرفقة لازالوا .. وأنا لازلت أحاول قدر الإمكان أن أعرف هل خطأ مايحدث أم أن الخطأ الموغل في السلب وجودي ؟ لكن الثاني .. والثاني يشربها صافية منحازة .. كان قليل كلام في بدء الشرب .. قل واتته الجرأة في وسط الشرب .. قل في آخر سطر من ورق السهرة كان قبيحاً .. أرأيت العري . كان الثاني يظهر سوءاته .. قبيح هذا الإنسان .. جميل هذا الإنسان .. أن يمنحك قراراً في لحظة عين . شيء ما يصرخ بي : لكن لم تصدر أحكاماً ؟ قف عن غيك لست نظيفاً بالقدر المطلوب . أنت إلى هذه اللحظة لم تشرب شاياً .. لم تشربها صافية منحازة .. خرجت من الدار ممتلئاً بوهم الرغبة الكبرى .. رغبة التغيير .. رغبة أن تسقط من ثمار القلب مايبس به الفؤاد .. خرجت من الدار واجهني الجنود .. حزام تحت البطن يضبط الإيقاع للجسد الكثير .. واجهتني بنايات من الإسمنت المسلح والزجاج وطابور الوظائف . انتظار الراتب الشهري .. واجهتني عيون الناس في المقهى يطير بها الدخان المباح إلى عالم من رغبة مخبؤة لما تبين .. من ذا يبادلني لساني الذي أغرقته مياه الحلم والوعد ، أغرقه الإحترام لمن يسبقك .. احترام لمن يكبرك .. احترام للصباح .. احترام للمساء .. للذي يحفظ السر ومختلط الكلام .. خرجت من الدار أنواع من الألبان أخبار أبقار تطير أسهم من كل صوب .. دخلت الدار . أغلقت الباب .. أغلقت النوافذ ، العينين ، فتحتي أنف ، وفتحت صدري . قلت للقلب : هاجر خارج الجسد الظل ، لكن لميس تقبر الآن عصفوراً أماته الهواء الفاسد تسقي قبره ماءً ، تترقبه كل صبح ، قالت لميس : سوف تنبت بدلاً لهذا القبر شجرةً مملوءة بالعصافير . لميس تفرح الآن كل ماانشقت الأرض عن نبتة فوق القبر ، لميس تنتظر شجرةً تثمر عصافيراً .

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *