النبته

27 نوفمبر، 2011 | قصص قصيرة | 0 تعليقات

بالصدفة البحتة أوفي حديقة منزلها الصغيرة ، كانت ترش مساحة الأرض التي تحيطها الأشجار العشوائية .. متجاوزة السور .. تمنحها الظل من شمس العراء ، حين يغادر الزوج هذا الصندوق – المسمى بالبيت – تلجأ إلى هذا الظل المتحرك ، فجأة باغتها نبت صغير يخرج من ثنايا تلك المساحة الصغيرة ، لم تهتم أبدا لتلك الأشجار التي زرعها الزوج و منحها ذلك الظل الذي تحركه الشمس فلا يدوم له ، قرار ، للمرة الأولى أدركت أنها يمكن أن تفعل شيئا غير الولادة هاهم بين أيديها يكبرون ، لكن ذلك كان بمثل فعل الأشجار هو الذي بذرهم ، بدونه أدركت أنها زرعت شيئا ، لم يكن يحدثها، لا ينظر إلى عينيها لم يشعرها ولو للحظة أنها تمثل له فرحا .. حزنا، كان لا يأبه لها هي مثل هذه الحيطان .. الأشجار .. العربات التي يتفنن في اقتنائها ، لكن هذه النبتة الصغيرة التي انبثقت من الأرض بفعل الماء منحتها الجرأة .. فقررت أن تخرج من البيت ، لبست العباءة .. أحكمت الغطاء على وجهها .. غادرت الأشجار و الأبناء .. البنات ، النبتة التي رشتها بالماء و دخلت إلى المستشفى القريب من منزلها ، لم تكن تشكو من شيء.. داخلتها رغبة في أن تستوقف الطبيب لتقول له : أن مرضي الذي أعاني منه .. زوجي يهتم بالأشجار ، لكنها انكفأت إلى داخلها و قالت ، سوف يقول: هذه امرأة مجنونة ، دخلت إلى غرفة انتظار النساء حيث الغطاء الكثيف يحجب الملامح و الغناء و البكاء .

الأخريات مثلها ، لكن صرير الأبواب الذي يخرج من حناجرهن يفتح انهارا من حكايات يومية يعيد إليها عافيتها و تعود إلى البيت ، تقبل أبنائها و بناتها ، ثم تنتظر ضحى قادم لتدخل إلى غرفة الانتظار .. و تسمع الأنهار اليومية إلا أن غرفة الانتظار افتقدتها ذات يوم بعد شهور عدة ، حينها أدركت النسوة أن نبتتها الصغيرة أصبحت شجرة و أنها لم تعد تشكو من مرض الأشجار.

14/12/2004

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *