خبزة شعير

24 أبريل، 2019 | قصص قصيرة | 1 تعليق

ذلك الجبل، الذي يعلو قريتهم، وأشجار العرعر التي تنبت في تربته، تضم جسد ابنتها الصغيرة
منذ عشر سنوات، كانت مغرب كل يوم تتجه إليه، تذرف دمعاً، مالحاً.. وصامتا .
عُرفتْ في القرية بالباكية ، تعود إلى بيتها الصغير، تحلب بقرتها، تخض اللبن، تفصل الزبد، تعبئ
قدوراً صغيرة ، توزعها على فقراء القرية. في الصباح ، تذهب إلى الوديان ، تهيم معظم النهار، تعود عند الظهيرة ، تصنع قرصاً من شعير، تأكل نصفه، تبقي نصفه الآخر للعصافير، واليمام والغربان الحذرة، تبوح لهم : زوروا ابنتي في أعلى الجبل، خبروها عن دمعتي وانتظاري
هكذا كل يوم
ذات يوم سمعت أصوات الدركترات تسوي قمة الجبل، تغتال الأشجار .
بعد شهر لم تبك، ولم توزع خبزاً، نبت في قمة الجبل برج للتليفزيون، يبث أغاني الكون، عدا صوت ابنتها.
في أسفل الجبل ، تقف أمام البوابة ، تسأل كل داخل وخارج : ألم تر ابنتي ؟؟؟؟

        محمد علوان
        ٢٠١٦/٨/٢٥

1 تعليق

  1. رغد

    عن امرأة فقدت ابنتها عُرفت بالباكية عند أهل القرية ، تعبئ قدوراً صغيره من اللبن توزعها ع فقراء القرية حيث تصنع قرصاً من الشعير تأكل نصفه وتبقي الأخر للطيور تبوح لهم : زوروا ابنتي في أعلى الجبل، خبروها عن دمعتي وانتظاري
    هكذا كل يوم يعبر هذا النص عن العطاء والموده و عن تعبير الأم ألمها ل فراق ابنتها

    الرد

اترك رد لـ رغد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *